ويروى أن أعشى همدان قدم على النعمان بن بشير وهو على حمص، وهو مريض، فقال له النعمان: ما أقدمك؟ قال: لتصلني وتحفظ قرابتي وتقضى ديني، فقال: والله ما عندي، ولكني سائلهم لك شيئاً، ثم قام فصعد المنبر، ثم قال: يا أهل حمص إن هذا ابن عمكم من العراق وهو مسترفدكم شيئاً فما ترون؟، فقالوا: احتكم في أموالنا، فأبى عليهم، فقالوا: قد حكمنا من أموالنا كل رجل دينارين، وكانوا في الديوان عشرين ألف رجل، فعجلها له النعمان من بيت المال أربعين ألف دينار، فلما خرجت أعطياتهم أسقط من عطاء كل رجل منهم دينارين.