وعاش في بيئة رفيعة، فلم يصحب غير الخلفاء والأمراء؛ لذلك قلَّ تبذله واستتر في معاصيه، ولم يمعن في شرب الخمرة، على أنَّه تسرَّى بالجواري والغلمان كغيره من أهل عصره، وشبَّب بهم، ولكنه لم يتعهَّر في شعره كأبي نواس؛ بل صانه عن المجون، فلم يرو له من فاحش القول غير شيء قليل.
على أنَّ الشاعر المولّد استبدل من المنزلة السابقة منزلة أخرى، وهي أنَّه صار نديمَ الخليفة على طعامه وشرابه، وسميره في لياليه الساهرة، ورفيقه في ملاهيه ومتنزهاته؛ فأصبح الشعر للتفكهة واللذة، يرغب فيه أولو الأمر كلفًا بالأدب، أو حبًّا للهو والعبث.