اعلمي -أختاه- "أن الزمان لا يثبت على حال، فتارة فقر ، وتارة غنى، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة يفرح المُوالي ، وتارة يشمت الأعادي، والسعيد من لازم أصلا واحدا على كل حال، وهو تقوى الله-تعالى- ، فإنه إن استغنى زانته، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر ، وإن عوفي تمت النعمة عليه، وإن ابتلي حملته، ولا يضره إن نزل به الزمان أو صعد، أو أعراه أو أشبعه أو أجاعه؛ لأن جميع تلك الأشياء تزول وتتغير ، والتقوى أصل السلامة ، حارس لا ينام ، يأخذ باليد عند العثرة ، ويوافق على الحدود ، والشقي من غرته لذة حصلت مع عدم التقوى ، فإنها ستحول وتخليه خاسرا.