وربما يكون من البيّن أنّ هذا الاستخدام لمصطلح اللاهوتيّ لا يعني بالضرورة الاتفاق مع كونت فيما انتهى إليه من نتائج، بل المسألة تقف فحسب عند حدود استخدام المصطلح في بعض دلالاته وليس كلّها، وإذا كان كونت يفصل بين التفكير اللاهوتيّ والميتافيزيقيّ والعلميّ، فإنّ استخدام الباحث للمصطلح لا يقول بمثل هذا الفصل الجذريّ؛ لأنّ البعد اللاهوتيّ قد يحضر في التفكير الميتافيزيقيّ وقد يحضر في التفكير العلميّ، وهو ما سنجده ماثلًا في حالة ديكارت؛ ومن ثّم فليس هذا المبحث إسقاطًا لكلّ الحالة اللاهوتيّة التي أشار إليها كونت على طبيعيّات ورياضيّات ديكارت، بل توظيف لبعض دلالاتها في تفسير موقفه العلميّ.