وَ أَقَرَّهُ اللَّهُ مِنَ الْقُرِّ فَهُوَ مَقْرُورٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَأَنَّهُ بُنِيَ عَلَى قُرٍّ.
أبو فراس الحمداني هُو الحارثُ بن سعيد بن حمدان بن حَمدُون الحمدانيِّ التَّغلُّبيّ الرُّبُعيِّ، ولد في مدينة الموصل سنة 357 هِجريّ، لُقب بِأبي فراس ، حيثُ إنّ اللهَ شاء أن يكُون ابنُ جارية الّتي حرَّرها والدُهُ بعد أن أنجبتَهُ ، بعدها توفَّي والِدهُ نتيجة المشاكل الَّتي حصلت بينهُ وبين ابن أخيه الَّذي أراد أن يُصبح حاكمُ الموصل، فقد نشَّأ على يد ابن عمِّه في مدينة حلب الَّتي درس فيها الفُرُوسيَّة والأدب، نجح أبُو فراس الحَمدانيِّ في إِدارة مُقاطعة منبج الَّتي عُين عليها مِن قبل سيف الدَّولة ، أصبح الحمدانيُّ مشاركًا في العديد من المعارك الَّتي قام بِها سيفُ الدَّولة، مِنها المعركة الَّتي حصلت بين الحمدانيَّين فِي منطقة مغارة الكُحلِ، حيثُ أُسَر لِمُدّة أربعِ سنواتٍ، بعدها أُسرّ فِي القُسطنطينيَّة عندما دافع عن قلعتهِ الَّتي سقطتْ على يد الأعداء ، لكِنَّ طريقة خلَّاصهِ من الأسر كانت مُبهمة لدى الرُّواة، فقد قال البَعضُ أنّ سيف الدّولة أنقذهُ من الأسر عن طريق الفِدية، ومِنهُم من قال أنّهُ قد لاذ بِالفِرار من الأعداء ، وفي عام 968 م تُوفّي الحمدانيَّ في سنّ السّادسة والثلاثين، بعد أن أرادَ أنْ يُسيطر على مدينة حِمّص، فحصل نزاع بينهُ وبين قرغوية مِمّا أدَّى إلى وفاته في جنُوب شرقِ حمّص.