وبهذا يتضح أن عبارة خالد الأزهري تلك، وهو يتحدّث عن حكم الهمزة في محكيّ الجمل كـ«يا الرجلُ منطلقٌ»، أعنى قوله «ومقتضى ما قدمناه في أُنْصُر قطع الهمزة» غير مناسبة ولا موفّقة، وهي سببُ وهم الصبان ومن جاء بعده، وهي عنده —أي الأزهري- خاصة بباب النداء؛ لأنه وافق الجمهور في غير النداء كما تقدم، فكلامه هناك صريح حين قال —كما تقدم في المبحث الأول-: «وحكم همزة الوصل في الفعل المسمّى به القطع؛ لأنّ المنقول من فعل بعد عن أصله، فالتحق بنظائره من الأسماء، فحكم فيه بقطع الهمزة بخلاف المنقول من اسم كــ اقتدار فإن الهمزة تبقى على وصلها بعد التسمية؛ لأن المنقول من اسم لم يبعد عن أصله، فلم يستحقّ الخروج عمّا هو له».