وقد تابع المسلمون تقدمهم، فانطلق عبد الرحمن على رأس جيش سنة 112هـ، فأقطانية وبرديل وغيرها، وفي النهاية خاض سنة 114هـ، 732 م ، التي انهزم فيها المسلمون، ولم يُتابعوا زحفهم، فوصلت بذلك فتوحات الأمويين في المغرب أقصاها في عهد هشام، وظلَّ المسلمون محتفظين بحدودهم هذه بجنوب بلاد الفرنجة، عندَ سفوح الشمالية ، حتى سنة 181 هـ.
ولم يكن الخلفاء وحدهم يهتمّون بالترجمة والنقل إلى العربيّة، بل نافسهم الوزراء والأمراء والأغنياء، وأخذوا ينفقون الأموال الطائلة عليها؛ فيقول : إن البرامكة شجعوا تعريب صحف الأعاجم، حتى قيل إن البرامكة كانت تعطي المعرّب زنة الكتاب المعرّب ذهبًا، وبالغ الفتح بن خاقان في إنفاق الأموال على الترجمة والتأليف، وكان عبد الملك بن الزيات لا يقل عنه سخاء في هذا المجال.