استلم قيادة الجيوش وأعاد ترتيب قواته على النحو الذي يراه مناسبًا، فجعل في الميمنة معاذ بن جبل، وفي الميسرة سعيد بن عامر، وفي القلب ابو عبيدة بن الجراح، وقد استخدم خالد بن الوليد مكره العسكري ودهائه بأن جعل النساء في مؤخرة الجيش خلف الجنود يدعون الله ويحمسون رجالهم من الجنود، وقد أتت هذه الحيلة ثمارها إذا جعلت الجنود يزودون عن أعراضهم ويقاتلون بكل ما أوتوا من قوة حتى كتب النصر للمسلمين.
فأجنادين كانت بالنسبة للروم مجرد مكان تجمع؛ لأنه لا يوجد بها أسوار عالية، أو حصون منيعة، فلم تكن مهيئة للحرب، وإنما للتجمع، ثم الانتقال إلى بيت المقدس أو الخليل، أو غيرها من المناطق المعدة للقتال، إلا أن جيش خالد بن الوليد بعيونه ومخابراته استطاع أن يفاجئهم في أجنادين، وكذلك بقية الجيوش الإسلامية، التي جاءت بسرعة مذهلة، إلى حيث أمرهم القائد الأعلى آنذاك.