فالتفاوت في ما يعرف به ضبط الكلمات وابنيتها وهيئاتها واواخرها ومدلولات الالفاظ على اختلاف أنواعها والاحاطة بمعاني التراكيب والأساليب مما ترتب عليه اختلاف الفهم في معاني الآيات حال انه في كثير من مناحيه ليس اختلافا متضادا يكذب بعضه بعضا، ولكنه اختلاف تنوعي، ابتنى على الاختلاف في التوجيه، فقد تظهر وجوه تفسيرية بتعدد المدارك النحوية او الصرفية او البلاغية وغيرها من مفردات القضايا اللغوية عموما.
فمن خلال التعريفين السابقين يتبيَّن لنا مقدار المساحة التي تُفردها اللغة، والحرية التي تُمنحها للمتكلم إذا أراد أن يَعدِل عن الأصل بالتقديم والتأخير، وأنها ليست مطلقة أو بدون ضابط، كما أن هذا التقديم والتأخير مشروط بإفادة المعنى وحُسنه، وإلا فلا فائدة من ورائه، ولا حاجة إليه، كما سنبيِّن ذلك في الحديث عن التقديم والتأخير عند كلٍّ من النحويين والبلاغيين.