إن المرأة الصالحة لها أثر في نجاح الدعوة، وقد اتضح ذلك في موقف خديجة - رضي الله عنها - وما قامت به من الوقوف بجانب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يواجه الوحي لأول مرة، ولا شك أن الزوجة الصالحة المؤهلة لحمل مثل هذه الرسالة لها دور عظيم في نجاح زوجها في مهمته في هذه الحياة، وبخاصة الأمور التي يعامل بها الناس، وإن الدعوة إلى الله - تعالى -هي أعظم أمر يتحمله البشر، فإذا وفق الداعية لزوجة صالحة ذات كفاءة فإن ذلك من أهم نجاحه مع الآخرين 51 وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول: «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» 52.
كانت موقنة بأن زوجها فيه من خصال الجبلة الكمالية ومحاسن الأخلاق الرصينة، وفضائل الشيم المرضية، وأشرف الشمائل العلية، وأكمل النحائز الإنسانية ما يضمن له الفوز، ويحقق له النجاح والفلاح، فقد استدلت بكلماتها العميقة على الكمال المحمدي 43 ، فقد استنبطت خديجة - رضي الله عنها - من اتصاف محمد - صلى الله عليه وسلم - بتلك الصفات على أنه لن يتعرض في حياته للخزي قطº لأن الله - تعالى -فطره على مكارم الأخلاق، وضربت المثل بما ذكرته من أصولها الجامعة لكمالاتها.