بسم الله الرحمن الرحيم من عجيب القصص في الادب المعاصر : قصة إستغاثة محسن الهزاني قد إتقطعت الأمطار و أجدبت الأرض على بلدة الحريق و وديها المشهور - تقع جنوب مدينة الرياض بـحوالي 150 كلم - 3 سنين لم ينزل عليهم فيها المطر ، و كانوا يستغيثون أهل الحريق و لا يغاثون ، و في مرة من المرات خرجوا للإستغاثة و كان ممن خرج معهم الشاعر محسن بن عثمان الهزاني - رحمه الله - الذي أشتهر بقصائدهـ الغزليه الصارخة في الوصف و التعبير ، فما إن رأهـ خارجا معهم للإستغاثة أمير الحريق و هو إبن عمه فقام الأمير بطردهـ و قد ساعدهـ أهل الحريق في طردهـ و عدم السماح له بالصلاة معهم ، لأنه يعتبر فاسقا و ماجنا فلا يصلح أن يصلي معهم الإستغاثة لأنهم يرون أن سبب منعهم من المطر هو محسن بسبب فسوقه و غزلياته ، فهم يريدون أن يخرج الأتقياء و الذين فيهم خير و صلاح ، و كانوا لا يرون أن محسن من المتدينين بسبب غزلياته التي أشتهر بها و سارت بها الركبان ، فرجع محسن إلى بيته و قد تكدر خاطرهـ مما وجدهـ من أقاربه و أهل بلدته ، و أما هم فقد إستغاثوا فلم يغاثوا ، و في اليوم التالي أو بعدها بأيام عزم على أن يخرج وحدهـ للإستغاثة في ظاهر بلدة الحريق و أن يأخذ معه الأطفال من المسجد بعد صلاة الفجر بعد أن يستأذن معلمهم الذي يعلمهم القرآن الكريم ، فخرج بظاهر الحريق قريبا منها في أحد الجبال المحيطة بها ، و صلى الإستغاثة ثم دعا بهذهـ القصيدة الرائعه التي أشتهرت بلامية الهزاني دع لذيذ الكرى ، و ما إن أتم هذهـ القصيدة حتى أظلمت السماء و بدأ الجو يتغير و السحاب يتراكم بعضه فوق بعض ثم أقبلت السحب حتى توسطة بلدة الحريق و نخيلها ثم أمطرت مطرا خفيفا ، ثم أمطر السحاب بظاهر الحريق و وديانها التي حولها مطرا ملأ الأودية و أرواها حتى سالت الأودية و الشعاب بفضل الله و برحمته على أهل الحريق ، ثم ببركة دعوة محسن الهزاني و إستغاثته بعد أن رأوا أنه سبب شؤمهم و إنقطاع المطر عنهم ، و في نهاية القصيدة إمتدح أهل الحريق و ذكر محاسن صفاتهم و كرمهم و رجولتهم على أنهم قد طردوهـ من الإستغاثة معهم.
.