وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: الله جبل الذكر والأنثى بخلقة وطباع وخصائص يتمايز بها كل منهما عن الآخر قال تعالى: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ، وهذه خلقة الله لا تبديل لخلقته، وقد لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال لكن عندما تنتكس الفطرة، فمن الشباب مَن يتنكر لطبيعته؛ فيتعمّد مشابهة النساء: متأنثاً في ملبسه، متميعاً في كلامه، متغنجاً في ضحكه، متكسراً في مشيته وتلحظ في هيئته ما لا يدل على رجولته، وقد يشتبه عليك أمره أذكر هو أم أنثى مما يبدو لك من مظهره، وكذلك من الفتيات مَن تتنكر لطبيعتها وتتخلى عن أنوثتها وتتمرد على فطرتها فتتشبه بالرجال فيما يختصون به شرعاً أو عرفاً من الكلام أو الهيئة أو اللباس أو غير ذلك.
ولما عاد رَسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَجُلاً مريضاً مِنَ المُسْلِمِينَ قالَ له: هلْ كُنْتَ تَدْعُو بشيءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إيَّاهُ قالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ ما كُنْتَ مُعَاقِبِي به في الآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لي في الدُّنْيَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سُبْحَانَ اللهِ لا تُطِيقُهُ، أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ، أَفلا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ قالَ: فَدَعَا اللَّهَ له، فَشَفَاهُ.