ومن الاهتمام المأمور به الإنسان؛ الاهتمام بالشعر وإكرامه والاعتناء به، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من كان له شعر فليكرمه ، وقد كان رسول الله يعتني بشعره ويرجله ويبدأ بالشق الأيمن منه، وكان ينهى عن إهمال الشعر وتركه حتى يصبح ثائراً، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا أشعث الشعر -أي متغبر ومتلبد- فقال: أما وجدَ هذا ما يُسَكِّنُ بهِ شعرَهُ؟.
وإذا كان هذا الأمر مقصودًا لكان الرسول صلى الله عليه وسلم وجّه الآخرين لفعلها ، كما كان يوجّه لإبقاء اللحى ، إلا أنه لم يقم بذلك ، بل ورد عن نبينا صلى الله عليه وسلم استحسان حلق وائل بن حجر لشعره ، ومن الجدير بالذكر فإن إطالة الشعر ليس فيه ثواب ، ولا لتقصيره أي عقاب ، إلا إذا كان الأمر مقرونًا بأمر شرعي ، كما هو الحكم في حلقه ، فمن قام بحلق شعره في النسّك كان فعله مستحبًا مأجورًا ، ومن فعل ذلك بغرض التقرّب في غير النسك كان فعله محظورًا.