البوتلاتش يبدو حينئذ سلوكا أخرق، عملا في غير موضعه، عملا قد يكون له ما يبرره، عند الاقتضاء، في مجموعة قديمة، في تنظيم عشيري، ولكنه غير لائق إطلاقا في مراكز حضارية كبرى كالبصرة حيث يتجاور أفراد من مختلف الأصول والثقافات، وحيث ينعدم الإجماع حول القيم.
502• ويلتقي قارئ قصة الأول، الغربي تحديدًا، مع الأخير في "العمى" وعدم القدرة على بلوغ المعنى والتقاطه رغم قربه، ذلك أن ابن رشد أقبل على "" لأرسطو، دون معرفة سابقة بالأدب اليوناني، بل إنه أعرض عن العناصر اليونانية التي لم يفهمها بقوله: "وسائر ما يُذكر فيه أو جلّه مما يخص أشعارهم وعادتهم فيها"، بمعنى أن هذه أشياء تخصهم، وليست معرفتها لازمة أو مستعجلة.