فيقول له الجبار تبارك و تعالى: انطلق إلى جبريل فاقبض روحه فينطلق إلى جبريل فيجده ساجداً راكعاً فيقول له: ما أغفلك عما يراد بك يا مسكين قد مات بنو آدم و أهل الدنيا و الأرض و الطير و السباع و الهوام و سكان السماوات و حملة العرش و الكرسي و السرادقات و سكان سدرة المنتهى و قد أمرني المولى بقبض روحك!! أمّا الفناءُ بعدَ نفخِ الصّورِ الذي يموتُ فيهِ أهلُ السّماءِ والأرضِ فقَد أكّدَت الرّواياتُ أنَّ الملائكةَ يُصيبُها الموتُ جميعُها بما فيها ملكُ الموتِ، وقَد فصّلَت الرّواياتُ كيفيّةَ ذلكَ إلّا أنَّ المقامَ يطولُ إذا أورَدنا تلكَ الرّواياتِ، أمّا موتُ الأرواحِ فلم تُشِر لهُ تلكَ الرّواياتُ، وهَل أنَّ موتَها قَد تحقّقَ بخروجِها مِن أبدانِها في الدّنيا أم أنّها تموتُ بمعنى تُعدم؟ لا يمكنُ الجزمُ بالنّفي أو الإثباتِ مِن خلالِ الرّواياتِ التي تتحدّثُ عَن ذلكَ الموقفِ، أمّا في البحوثِ الكلاميّةِ والفلسفيّةِ فقَد ثبتَ أنَّ الرّوحَ لا تفنى بمعنى تُعدمُ بالكُلّيّة.