للخوف نوعان، ألا وهما الخوف الطبيعي، والنوع الآخر هو خوف العبادة، ولكل منهما معناه الخاص الذي يختلف عن معنى الآخر، وعلى المسلم أن يفرق بين كلا النوعين، وذلك لأن هناك أنواع من الخوف التي تكون محرمة، ويؤثم المسلم عليها، في حال شعر بها، الفرق بين الخوف الطبيعي وخوف العبادة.
الشمولية في مفهوم العبادة تتمثّل العبادة لله -تعالى- من خلال الإقرار بأنّه واحدٌ أحدٌ لا شريك له، وليس كمثله شيء، فهو الخالق الرازق المدبّر المريد، ومن خلال تحقيق الغايات التي من أجلها خلق الله الإنسان وكرّمه وفضّله على غيره من المخلوقات، فيقوم بواجب الخلافة في الأرض وعمارتها واستثمار خيراتها وثرواتها، والأخذ بالأسباب والتوكّل على الله -عز وجل-، فالعبادة بمفهومها تشمل الحياة بجميع جوانبها ولجميع المخلوقات، كما لا تقتصر العبادة على ما يقوم به المسلم من والصيام والحج وغيرها من الفروض، بل تشمل كل ما يقوم به الإنسان من الأعمال صغيرها وكبيرها إن احتسبها لله -تعالى-، وكل امتناعٍ عمّا نهى الله عنه يعدّ من العبادة أيضاً.