مضامين سورة السجدة تتحدَّث آيات سورة السجدة في بدايتها عن القرآن الكريم، وتنفي أيَّ شكِّ فيه مُنذرةً قومَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذين لم يأتهم رسولٌ قبله -عليه الصلاة والسلام-؛ قال تعالى: "الم 1 تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2 أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ 3 "، ، ثمَّ تتطرَّق السورة إلى الحديث عن بديعِ خلقِ السموات والأرض وما بينهما وقدرة الله تعالى على تدبيرِ أمور الكون كلِّه، وتشيرُ إلى خلْقِ الإنسان الذي صوَّره الله تعالى وأحسن تصويره، وتشير إلى قدرة الله تعالى على البعث مشيرةً إلى الكفار وإنكارهم للبعث وادعاءاتهم بأن الإنسان إذا ماتَ لن يعودَ إلى الحياة مرَّة أخرى؛ يقولُ تعالى: "وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ 10 "،.
{ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } من فروض ونوافل { فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى } أي: الجنات التي هي مأوى اللذات، ومعدن الخيرات، ومحل الأفراح، ونعيم القلوب، والنفوس، والأرواح، ومحل الخلود، وجوار الملك المعبود، والتمتع بقربه، والنظر إلى وجهه، وسماع خطابه.