وضع معاوية بن أبي سفيان قائدا لجيش المغرب، وكان هو الذي قادَ العديد من الحملات في عهد معاوية في تلك البلاد، وفيها بنى عقبة، بإذن من معاوية، مدينة ، وذلك بين سنتي 50 و55 هـ لتُصبح مركزا للمسلمين تنطلق منه قواتهم للغزوات، وذلك بعد أن توسَّعت بلادهم وأصبحت أرض مصر بعيدة، كما عقدَ، هو من بعده، الكثير من اتفاقيات الصُّلح مع المغرب، وأقاما معهم علاقات طيّبة، ونجحا في إدخال الكثير من قبائلهم في الإسلام.
يُمكن القول بأن المجتمع في عهد الدولة الأموية -على الرغم من عدم امتلاكه تدرجًا اجتماعيًّا دقيقًا أو صارمًا- قد تألف من خمس طبقات أساسية؛ هي: الخلفاء والولاة والعلماء والأثرياء والعامة، فالطبقة الأولى هي الخلفاء وعائلاتهم، وهم أصحاب السلطة والسيادة العليا في الدولة، ولهم الصلاحيات المطلقة بها، ثم يليهم كبار الولاة والقادة وكاتبو فالعلماء، وقد كان احترام العامة للعلماء يفوق احترامهم وتقديرهم للولاة والخلفاء أنفسهم، على الرغم من أنهم يأتون في الطبقة الثالثة، ثم كبار الأثرياء من التجار وشيوخ العشائر، وأخيرًا تأتي الطبقة الخامسة وهي عامة الناس؛ مثل المزارعين والحرفيين وغيرهم.